صاحبة السمو الملكي الأميرة غيداء طلال من أبرز القيادات العربية في الدفاع عن المساواة الصحية وضمان رعاية عادلة لمرضى السرطان.

وُلدت الأميرة غيداء في لبنان، وصُقلت شخصيتها بصلابة اكتسبتها خلال سنوات الحرب الأهلية اللّبنانية، حيث غرست فيها تلك التجارب المبكرة شعورا عميقا بالمسؤولية. وبعد حصولها على درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف في السياسة الدولية والاقتصاد من جامعة "جورجتاون"، بدأت مسيرتها المهنية في الصحافة الدولية، فعملت مراسلة لوكالات كبرى مثل "رويترز"، وشبكة "أي بي سي ABC"، وصحيفة "فاينانشال تايمز"، متنقلة بين مناطق الصراع في العالم، قبل أن تعمل كمسؤولة صحفيّة للملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه.
لكنّ حياتها اتخذت منعطفا مصيريا حين شُخّص زوجها، الأمير طلال بن محمد، بالسرطان، فكانت تلك التجربة الشخصية انطلاقا لرسالتها في تغيير واقع مكافحة السرطان في الأردن والعالم العربي. وبفضل قيادتها، استطاعت مؤسسة ومركز الحسين للسرطان تأمين علاج عشرات الآلاف من المرضى، وتأسيس شراكات عالمية رائدة، وترسيخ مبدأ جوهري وهو: أنّ العلاج حقّ إنساني للجميع، وليس امتيازا.
واليوم، تواصل الأميرة غيداء إلهام الجميع من خلال إنسانيّتها وإصرارها وإيمانها العميق بأنّ القوة الكامنة في العِلم، والتعاطف، والتكاتف، قادرة على تغيير مصير محاربة السرطان لأجيال قادمة

نشأتِ في لبنان خلال الحرب الأهلية وفي عائلة بارزة سياسيا. كيف كوّنت تلك التجارب المبكرة إحساسك بالمسؤولية والعزيمة؟

عندما ينشأ الإنسان في بلد ترهقه الحرب، يُجبَر على مواجهة تساؤلات لم يكن يتوقعها: لماذا تقوم الحروب؟ ولماذا نفقد الأرواح دون داعٍ؟ علّمتني تلك السنوات الاعتماد على النفس والتفكير في المستقبل، ودَفعتني إلى ولوج عالم الكبار في عمر مبكّر.
كما أنّني نشأت في عائلة حاضِرة دائما في الشأن العام، فكانت السياسة والعمل الخيري والتواصل مع الناس جزءًا من أحاديثنا اليومية. ومنهم ترسّخت لديّ قيمة المعرفة والاجتهاد وخدمة المجتمع. كان هناك الكثير من السياسة في حياتنا اليومية لدرجة أنّني كنت أظن أنّ ذلك طبيعي لكلّ الأطفال. ومع السياسة تتعلم مبكرا معنى الانتصارات والخسائر، وتستخلص منهما دروسا تمنحك القوة والرؤية اللازمين لمواجهة الحياة.

درستِ العلوم السياسية والاقتصاد في جامعة "جورجتاون" وأنهيت دراستك بمرتبة الشرف. كيف ساعدتك هذه الخلفيّة الأكاديميّة على أداء دورك لاحقا في مناصرة الصحة العالمية ومكافحة السرطان؟

كانت "جورجتاون" الجامعة المثالية. فهي تجمع بين الاختصاص والشمولية. وبما أنّني قادمة من العالم العربي، فقد شدّني بطبيعة الحال عالم السياسة، ورغبت في فهم القوى التي كانت تزعزع أمن منطقتي وبلدي لبنان.

لكن الحقيقة أنّ الاختصاص الأكاديمي ليس هو العامل الأهم؛ بل العادات التي نكتسبها، والانضباط الفكري، والصداقات التي نبنيها. في "جورجتاون"، تُدرَّس السياسة من منظور عالمي حقيقي. كلّية العلوم الدولية التي التحقتُ بها كانت الأولى من نوعها في الولايات المتحدة والعالم، إضافة لذلك، التنوّع الذي تميزت به الجامعة كان عنصر قوة، فقد درستُ مع طلاب من مختلف أنحاء العالم، تعلّمنا من بعضنا بقدر ما تعلّمنا من الكتب. تلك الرؤية العالمية أثرَت طريقة عملي لاحقا، وهي في جوهرها روح "جورجتاون".

بدأتِ مسيرتك الصحفية في "أي بي سي ABC News"، "رويترز"، و"فاينانشال تايمز". ما الدروس المستفادة من الصحافة حول الحقيقة والتواصل والقيادة؟

استهوتني الصحافة لأنّني أردت تغيير الأفكار المغلوطة والأحكام المسبقة التي كُتبت عن منطقتنا. في الصحافة، تبقى الحقيقة مقدّسة، وإن تنازلت عنها، خسرت مصداقيتك ونزاهتك.

تعلّمت أن أتتبّع القصة في كلّ مكان، حتى في أصعب الظروف. نقلت أحداث بيروت لـ "رويترز" خلال ذروة تفجيرات السيارات عام 1988، ثم انتقلت إلى الجانب الآخر من العالم، إلى أمريكا الجنوبية، للعمل مع "صنداي تايمز". وهناك في الأرجنتين، رصدت التمرّدات داخل الثكنات العسكرية في "بوينس آيرس"، وسافرت إلى الباراغواي لتغطية الانقلاب الذي أطاح بأطول الديكتاتوريات حكما في أمريكا اللاتينية، ديكتاتورية ألفريدو ستروسنر.

 

عام 1991، كلّفكِ الملك الحسين بتأسيس مكتب الإعلام الدولي وتولّي منصب المسؤولة الصحفية له. ما أبرز اللحظات التي لا تُنسى في العمل عن قرب مع الملك الراحل؟

كان ذلك أعظم شرف نلتُه في حياتي. فقد كان الملك الحسين الإنسان والإنسانية في أجمل صورها؛ قائدا بالرحمة، يعامل الجميع باحترام.
وقد تأثّرت بمحبّته لشعبه. فالعائلة الهاشمية لطالما كانت قريبة من الأردنيين، تستمع لهم وتقف معهم في الشدائد. وقد حمل الملك الحسين ذلك الإحساس بالمسؤولية في قلبه كل يوم، تماما كما يفعل اليوم جلالة الملك عبد الله الثاني. والعمل إلى جانبه كان مدرسة لا تُنسى في القيادة والتواضع والإنسانية.

تغيّر مسار حياتك حين شُخّص زوجك الأمير طلال بالليمفوما في سنّ صغيرة. كيف أعادت تلك التجربة تشكيل أولوياتك؟
انقلبت حياتنا بين ليلة وضحاها. تغيّر كل شيء، لم يعد شيء مهما، لا الخطط، ولا الروتين، ولا الطموحات. أصبح كلّ شيء يدور حول معركة زوجي مع المرض.
تتبدّل الأولويات في لحظة، وتتلاشى أهمّية ما كان يبدو كبيرا. تجد نفسك تعيش بإيقاع مختلف؛ كأنك في فقاعة، بينما يستمر العالم بالدوران من حولك، لكن تركيزك يضيق ليتجه نحو أولوية واحدة: إنقاذ حياة من تحب.

قلتِ يوما إنّ الوقوف إلى جانب مرضى السرطان منح حياتك معنى. متى أدركتِ أنّ هذه هي رسالتك الحقيقية؟

غيّر السرطان كلّ شيء في حياتي. منحني دافعا عميقا لأن أضمن للمرضى وعائلاتهم في منطقتنا نفس فرصة الحياة التي حظينا بها.

أتذكّر أنّني كنت جالسة في المستشفى أثناء علاج زوجي، أفكّر في كلّ سيدات عالمنا العربي ممّن لا يمتلكن تلك الفرصة. فكرت في خوفهنّ، وعجزهنّ، وألمهنّ. عندها، أدركت أنّ عليّ العمل على تغيير هذا الواقع، لأمنح الأمل، ولأجعل النجاة متاحة للجميع، وليس فقط لمن يستطيع تحمل تكلفتها.

عندما توليتِ قيادة مؤسسة ومركز الحسين للسرطان عام 2001، كان واقع السرطان في المنطقة قاتما. ما أبرز التحديات الأولى؟

عندما أسستُ مؤسسة ومركز الحسين للسرطان، كان واقع السّرطان في الأردن والمنطقة متواضعا للغاية. لم يكن هناك شيء تقريبا: لا مَرافق متخصّصة، ولا أطباء أورام، ولا كوادر مؤهلة.

أحد أكبر التحديات كان عكس مسار هجرة العقول الطبية. تواصلنا مع أطباء أردنيين وعرب متميزين كانوا يعملون في الخارج، وطلبنا منهم العودة والمساهمة في بناء مركز متخصص. وبفضل إيمانهم برسالتنا، استطعنا تشكيل فريق طبي عالي الكفاءة.

أما التحدي الآخر فكان الوصمة. قبل تأسيس المركز، كان السرطان مرادفا للموت، حتى أنّ الناس كانوا يخافون من نطق الكلمة. وبعد 25 عاما من التوعية، نستطيع اليوم أن نقول بفخر إنّنا أحدثنا تأثيرا حقيقيا. فالناس أصبحوا يتحدثون عن السرطان بصراحة وشفافية ويخوضون معركتهم بالإيمان والصبر والإرادة.
يُعدّ مركز الحسين للسرطان اليوم من أكثر المؤسسات تقدّما في المنطقة. ما أبرز إنجازاته في نظرك؟

أبرز إنجازاتنا أنّنا عالجنا أكثر من 70 ألف مريض بأعلى معايير الطب الحديث، ومنحنا عشرات الآلاف فرصة حياة حقيقيّة. وبنينا مركزا رائدا يوفّر أحدث سبل العلاج مثل العلاج المناعي، وزراعة النخاع، والعلاج الخلوي والجينوميات التطبيقية CAR-T، والجراحات الروبوتية، وغيرها من الإجراءات التي كانت متاحة فقط خارج المنطقة.

لكن ما يجعلني فخورة أكثر هو أنّنا لا نرفض أي مريض، سواء كان لاجئا أو لا يمتلك الإمكانات الماديّة، يُعامل كل شخص بالكرامة نفسها. هذا ما دفعنا لإنشاء صناديق الخير التي تغطي علاج المرضى غير المقتدرين. ومن خلالها، حصل آلاف المرضى على علاج شمولي دون أن يمنعهم ضعف الوضع المادّي من الحصول على الحق في العلاج.

لهذا، فإنّني أؤمن بأنّ التوازن بين التقدّم الطبي والإنسانية هو أساس ما يميّز مركز الحسين للسرطان.

كيف ساهمت الشراكات مع مؤسسات مثل "إم دي أندرسون MD Anderson"، و"سانت جود وSt. Jude"، و"إن سي آي NCI " في جعل المركز مؤسسة عالمية؟

الشراكات الدولية هي حجر أساس في رحلة المركز، ودليل على مصداقيّته. بدأنا شراكتنا الأولى مع مستشفى "سانت جود"، والتي مهّدت الطريق للشراكات التالية. عملنا وتعلّمنا من أفضل مراكز السرطان في العالم، مثل مركز "إم دي أندرسون" والمعهد الوطني للسرطان. وقد ساعدتنا هذه الشراكات على رفع المعايير وتعزيز الخبرات وترسيخ مكانة المركز كمنارة عالمية. ونحن نواصل العمل على تأسيس شراكات جديدة تخدم مهمتنا وتساعدنا في تقديم العلاج الأكثر تقدما لمرضانا.

يشكّل التمويل والعمل الخيري ركنا أساسيا لاستدامة المؤسسة والمركز. ما أكثر التجارب إلهاما في حشد الدعم؟

الأكثر إلهاما بالنسبة لي هو رؤية المجتمع بأكمله يتكاتف في مواجهة السرطان، فمنذ البداية، أردنا أن تقوم هذه الجهود على مبادرات وطنية مجتمعة.

على مدى السنوات، رأينا أطفالا يتبرعون بمصروفهم، وعائلات تتكفّل بمرضى، وشركات وداعمين يقفون إلى جانبنا. وهذا يذكّرنا كما أنّ السرطان لا يعرف حدودا، فإنّ الإنسانية كذلك.

ما زالت الوصمة حاجزا أمام مرضى السرطان في العالم العربي. كيف عملتم على كسرها؟

تغيير الوصمة يبدأ من الأمثلة الحيّة، بأن نُظهر أنّ الشفاء ممكن وأنّ الحياة بعد السرطان حقيقية. قصص الناجين لدينا وجودة الرعاية التي نقدمها غيّرت نظرة الناس. واليوم باتت نسب الشفاء لدينا مماثلة لنسب الدول الغربية.

كما أشركنا جميع فئات المجتمع في جهودنا، فحملات التوعية بسرطان الثدي مثلا تستهدف النساء والرجال معا. وعندما يقف مجتمع بأكمله خلف قضية ما، يتراجع الخوف والخجل، وتحل محلّهما القوة.
 رعاية مرضى السرطان في مناطق النزاع كالعراق وسوريا وغزة هو مهمّة شاقّة. ما الدور الذي يمكن لمؤسسات مثل المركز القيام به؟

منذ البداية، اعتبرنا أنّ واجبنا مساعدة كل مريض بحاجة للرعاية، بغض النظر عن بلده. عالجنا مرضى من العراق، وسوريا، وفلسطين (ومن غزة خصوصاً في الحرب الوحشيّة الأخيرة)، وغيرهم. وبعد انفجار مرفأ بيروت، أرسلنا أدوية سرطان منقذة للحياة إلى ثمانية مستشفيات لبنانية. ففي الأزمات، يبقى المركز مستعدا دائما لدعم المرضى أينما كانوا.

ما الذي تعلمتِه عن تقاطع السياسة والنزاعات الدولية والإقليمية مع الصحة من خلال عملك في العالم العربي؟

في كثير من بلدان العالم، يُوضع السرطان في آخر قائمة الأولويات، رغم خطورته كأيّ أزمة أخرى. لكن لا توجد قضية أكثر إلحاحا أو عالمية من مكافحة السرطان، فهو يمسّ كلّ بيت، وكلّ مجتمع، وكلّ دولة.

لذا، كرّست نفسي لأجعل قضيّة السرطان في مقدّمة الأولويات، ولأُذكّر صناع القرار بأنّ إنقاذ الأرواح ليس رفاهية، بل واجب أخلاقي عاجل.

 

مثلتِ الأردن في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الأمراض غير السارية. كيف ترين مكانة السرطان في أجندة الصحة العالمية؟

حتى في ظلّ الأزمات العالمية، لا يمكن أن نفقد التركيز على السرطان. إنّه وباء صامت يسرق الأرواح كلّ يوم. يجب أن يبقى في مقدمة الأجندة الصحية العالمية، لأنه ليس مجرد قضية طبية، بل إنسانية أيضا.

كامرأة عربية في موقع قيادي في مجال الصحة، ما التحديات التي واجهتها؟ وما رسالتك للنساء الشابات؟من الطبيعي أن تواجه المرأة التمييز في معظم مراحل الحياة, في الشرق وفي الغرب. ومع ذلك، فإنّ العديد من المناصب القيادية في مؤسسة ومركز الحسين للسرطان تتولّاها سيدات، وهو أمر يُشعرني بالفخر لأننا نؤمن بقوّة بمبدأ المساواة. رسالتي لكلّ سيّدة: آمني بصوتك، وثِقي بقدراتك، ولا تضعي سقفا لطموحاتك. 

مشروع "إنقاذ العلماء العراقيين" من الأعمال المهمة التي قد لا يعرفها كثيرون. ماذا يعني لك دعم العلماء المهددين وإعادة بناء حياتهم ومسيرتهم؟

كان دعم علماء وأكاديميي منطقتنا ضرورة مُلحّة. من خلال مشروع إنقاذ علماء العراق، أردنا أن نمنحهم الأمان والكرامة والفرصة لإعادة بناء مستقبلهم، والأهم من ذلك، أن نحافظ على مواهبهم داخل حدود العالم العربي. إنّ مساعدتهم على البدء من جديد كان مؤثرا جدا، لأنّنا بحمايتهم نحمي الإرث الفكري في منطقتنا.

 

 

يشهد علاج السرطان تقدّما هائلا مع العلاج المناعي، والذكاء الاصطناعي، والطب الدقيق. كيف يستعد المركز لهذه المرحلة الجديدة؟

نفخر بأنّ المركز من الأوائل دائما في تبنّي أحدث الابتكارات رغم الموارد المحدودة. العلاج المناعي والطب الدقيق جزء من بروتوكولاتنا منذ سنوات، ممّا وفّر لمرضانا أحدث العلاجات العالمية. هدفنا دائما هو تكريس الابتكار لتحسين النتائج وتعزيز الكفاءة.

ومؤخرا، أنشأنا قسم الذكاء الاصطناعي والابتكار لضمان دمج هذه التقنيات بالكامل في العمل السريري والبحثي.

إذا كان إمكانك تغيير سياسة واحدة في العالم العربي لتحسين نتائج السرطان، ما هي؟

إذا أردت إحداث تغيير جذري واحد في السياسات، سيكون الاستثمار الحقيقي في أبحاث السرطان في جميع أنحاء العالم العربي. فنحن نمتلك العقول اللامعة والموارد، لكنّنا بحاجة إلى تعاون أعمق لنكون في طليعة الاكتشافات العالمية.

كما تأتي مكافحة التبغ في نفس الأهميّة، فلأسف، نحن من أعلى دول العالم في معدّلات التدخين، ولا بدّ من قوانين صارمة وتطبيق فعلي يعامل التبغ على أنه العدوّ الأول لصحة مجتمعاتنا.

وهناك أولويّة ثالثة قريبة إلى قلبي وهي الصحة النفسية التي يجب أن توضع في مقدّمة أجندات السياسات العربيّة. وقد أسّسنا في المركز قسما متكاملا للرعاية النفسية والاجتماعية للمرضى منذ لحظة التشخيص، إيمانا بأنّ الدعم النفسي هو جزء أساسي من رحلة العلاج، فالملايين حول العالم يعانون بصمت، وهذا غير مقبول. فلا صحة بلا صحة نفسية.

التوفيق بين دورك كأم وقائدة وناشطة عالمية ليس سهلا. ما الذي ساعدك على استمرار رسالتك بثبات؟

في كلّ مرة أدخل فيها من باب مركز الحسين للسرطان، أتذكّر رسالتي. عندما أكون إلى جانب مرضى السرطان، أسعى إلى منحهم العزيمة، والأمل، والإيمان، ويتجدد الدافع بداخلي للاستمرار بهذه المهمة، وأعرف أنّ هذا العمل هو في جوهره عمل من أجل الإنسان، من أجل الحياة نفسها.

أخيرا، مَن تقترحين استضافته في الحِوار المقبل؟

أنصح باستضافة الدكتور هاغوب كنتارجيان، رئيس قسم أمراض الدم في مركز "إم دي أندرسون".

ويُعرف بـ “ملك اللوكيميا”، وهو من أبرز وأهم أطباء الأورام في العالم، وله واحدة من أعلى سجلات المنشورات العلمية في اختصاصه. وُلد في لبنان، ويمزج بين عبقرية طبية وإنسانية وتواضع لا مثيل له. ورغم إنجازاته الاستثنائية، يظلّ متواضعا، فهو بلا شك مثال يُحتذى به للأطباء والباحثين حول العالم.